للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنفسِهِم مَا لا يُبْدُوْنَ لكَ يقولونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمْرِ شيءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا} قال الله عزوجل: {قُل لوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُم} ١ إلى قوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ، وكانا غَمَّين: فهذا الغمّ الآخر، والغمّ الأول: حين أُصعدوا في الشعب منهزمين، فأنساهم الهزيمة ما يخافون من طلب العدو وقتالهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنه ليس لهم أن يعلونا اليوم"٢ ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وندب أصحابه، فانتدب منهم عصابة، فأصعدوا في الشعب حتى كانوا هم والعدو على السواء فراموهم بالنبل، وطاعنوهم حتى أهبطوهم عن الجبل، وانكفأ المشركون عنهم إلى قتلى المسلمين فَمَثَّلوا بهم: يقطعون الآذان والأنوف، والفروج، ويبقرون البطون، وهم يظنون أنهم قد أصابوا النبي صلى الله عليه وسلم وأشراف أصحابة، ثم إنهم قد اجتمعوا وصفوا مقاتلتهم، فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال إلا أنكم ستجدون في قتلاكم شيئاً من مُثْلَة، وإني لم آمر بذلك ولم أكرهه٣، ثم قال: أُعل هبل، يفخر


١ سورة آل عمران آية (١٥٤) .
٢ أخرجه ابن إسحاق (انظر: ابن هشام ٢/ ٨٦) ومن طريقه أخرجه الطبري، في التفسير ٧/ ٣٠٩ رقم الحديث (٨٠٦٦) تحقيق: شاكر، وأخرجه الطبري في التفسير عن السدي، انظر: نفسير الطبري ٧/ ٣٠٧ رقم (٨٠٦٤) .
٣ يشهد لهذا ما أخرجه البخاري بألفاظ متقاربة، صحيح البخاري مع الفتح ٧/ ٣٤٩ - ٣٥٠ رقم (٤٠٤٣) ، وانظر: مسند أحمد ٤/ ٢٠٩، ٦/ ١٨١ تحقيق شاكر، وابن إسحاق (ابن هشام ٢/ ٩٣) بدون إسناد، والواقدي في المغازي ١/ ٢٩٦، والحلية لأبي نعيم ١/ ٣٩ من طريق الزهري.

<<  <  ج: ص:  >  >>