للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بآلهته.

فقال: عمر: اسمع يا رسول الله ما يقول عدو الله.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناده فقل: الله أعلى وأجل، لا سواء: قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار".

قالوا: "إن لنا العزى ولا عزى لكم".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله مولانا ولا مولى لكم".

ثم نادوا محمداً باسمه١، فلما علموا أنه حيٌّ ونادوا رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرافاً فعلموا أنهم أحياء، كبتهم الله فانكفؤوا إلى أثقالهم، لا يدري المسلمون ما يريدون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رأيتموهم ركبوا وجعلوا الأثقال تتبع آثار الخيل فهم يريدون أن يدنوا من البيوت والآطام التي فيها الذراري والنساء، وأقسم بالله لئن فعلوا لأواقعنهم في جوفها، وإن كانوا ركبوا الأثقال وجنبوا الخيل فهم يريدون الفرار"، فلما أدبروا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص في آثارهم فقال: أعلم لنا أمرهم، فانطلق سعد يسعى حتى علم علمهم، ثم رجع فقال: رأيت خيلهم تضرب بأذنابها مجنوبة٢ مدبرة، ورأيت القوم قد


١ انظر: صحيح البخاري مع الفتح ٧/ ٣٤٩ رقم (٤٠٤٣) بألفاظ متقاربة من ألفاظ هذه الرواية.
٢ جنب الرجل: دفعه، وسحابة مجنوبة هبت بها الجنوب، لسان العرب ١/ ٥٠٨، والقاموس ٨٩، والمعنى: دفعوها إلى جهة الجنوب ذاهبين إلى مكة والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>