للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يُهَبَّلْن١ ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العُلقة٢ من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه، وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل فساروا، ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب، فتيممت٣ منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إليّ فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطَّل السلمي٤ ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه٥ حين عرفني، فخمرت٦ وجهي


١ يُهبَّلن: - بضم التحتانية وتشديد الموحدة - أي: لم يكثر عليهن اللحم، يقال: هبّله اللحم إذا كثر عليه وركب بعضه بعضاً. النهاية ٥/ ٢٤٠.
٢ العُلقة: - بضم المهملة وسكون اللام - من الطعام: أي البلغة منه/ النهاية ٣/ ٢٨٩، والنووي على مسلم ١٧/ ١٠٤.
٣ تيممت منزلي: أي قصدته. النووي على مسلم ١٧/ ١٠٤.
٤ هو: صفوان بن المعطل بن ربيعة - بالتصغير -، ابن خزاعي السلمي ثم الذكواني، الإصابة ٢/ ١٩٠، والمعطّل: - بفتح الطاء المهملة المشددة -. الفتح ٨/ ٤٦١.
٥ أي: قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، كما جاء مصرحاً بذلك عند ابن إسحاق. انظر: ابن هشام ٢/ ٢٩٨.
٦ خمرت وجهي: أي غطيتنه، والتخمير: التغطية، النهاية ٢/ ٧٧، والنووي على مسلم ١٧/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>