للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجلبابي ووالله ما تكلمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين١ في نحر الظهيرة٢، وهم نزول، قال: فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبر الإفك٣ عبد الله بن أبيّ بن سلول، قال عروة: أخبرت أنه كان يشاع ويتحدث به عنده فيقره ويستمعه ويستوشيه٤، وقال عروة أيضاً: لم يسم من أهل الإفك أيضاً إلا حسان بن ثابت٥، ومسطح ابن أثاثة٦، وحمنة بنت


١ موغرين: - بضم الميم وسكون الغين المعجمة والراء المهملة -، أي: نازلين في وقت الوغرة - بفتح الواو وسكون الغين -: وهي شدة الحر لما تكون الشمس في كبد السماء. شرح النووي على صحيح مسلم ١٧/ ١٠٥.
٢ في نحر الظهيرة: أي أولها، ونحر النهار والشهر: أوله. القاموس ٦١٧، مادة (نحر) .
٣ كبر الإفك: كبر الشيء معظمه أي إثمه، النووي مع مسلم ١٧/ ١٠٥، والفتح ٨/ ٤٦٤، والإفك: أسوأ الكذب وأقبحه، وهو مأخوذ من أفك الشيء إذا قلبه على وجهه، فالإفك هو الحديث المقلوب، وقيل هو: البهتان. فتح القدير للشوكاني ٤/ ١٢.
٤ يستوشيه: أي يستخرجه بالبحث عنه والتفتيش، ثم يفشيه ويشيعه ويحركه ولا يدعه يخمد. فتح الباري ٨/ ٤٦٤.
٥ هو: حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن سعد: عاش في الجاهلية ستين وفي الإسلام ستين. ومات وهو ابن عشرين ومائة. الإصابة ١/ ٣٢٦.
٦ هو: مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي، كان اسمه عوفاً وأما مسطح فلقبه، وأمه بنت خالة أبي بكر الصديق، توفي سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان، ويقال عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين. الإصابة ٣/ ٤٠٨- ٤٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>