للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعل لهما الأخنس في طلب أبي بصير جعلاً١، فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفع أبا بصير إليهما، فخرجا به حتى إذا كان بذي الحليفة، سل جحش سيفه ثم هزه فقال: لأضربن بسيفي هذا في الأوس والخزرج يوماً إلى الليل.

فقال له أبو بصير: أو صارم٢ سيفك هذا؟

قال: نعم.

قال: ناولنيه أنظر إليه، فناوله إياه، فلما قبض عليه ضربه به حتى برد.

ويقال: بل تناول أبو بصير سيف المنقذي بفيه وهو نائم فقطع إساره٣، ثم ضربه به حتى برد، وطلب الآخر فجمز٤ مذعوراً مستخفياً حتى دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه: (لقد رأى هذا ذعراً) ، فأقبل حتى استغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء أبو بصير يتلوه، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: وفت ذمتك دفعتني إليهما، فعرفت أنهم سيعذبونني ويفتنوني عن ديني.


١ الجعل: هو الأجرة على الشيء فعلاً أو أمراً. النهاية ١/ ٢٧٦.
٢ أَوَ صارم سيفك: الصرم: القطع. النهاية ٣/ ٦٢.
٣ فقطع إساره: الإسار بالكسر مصدر أسرته أسراً وإساراً، وهو الحبل، والقد الذي يشد به الأسير. النهاية ١/ ٤٨.
٤ فجمز مذعوراً: أي أسرع هارباً من القتل، يقال: جمز يجمز جمزاً. النهاية ١/ ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>