للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقتلت المنقذي، وأفلتني هذا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل أمه مِسْعَر حرب لو كان معه أحد" ١، وجاء أبو بصير بِسَلَبِه٢ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خمس يا رسول الله.

قال: "إني إذا خمسته لم أوف لهم بالذي عاهدتهم عليه، ولكن شأنك بسلب صاحبك، واذهب حيث شئت".

فخرج أبو بصير معه خمسة نفر كانوا قدموا معه مسلمين من مكة حيث قدموا، فلم يكن طلبهم أحد، ولم ترسل قريش كما أرسلوا في أبي بصير حتى كانوا بين العِيْص٣ وذي المروة٤ من أرض جهينة على طريق عيرات قريش مما يلي سيف البحر، ولا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها


١ من أول قول الزهري "ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة" إلى هنا أخرجه البخاري في صحيحه من طريق الزهري عن المسور ومروان. انظر: صحيح البخاري مع الفتح ٥/ ٣٢٩.
٢ السلب: ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون عليه من سلاح وثياب ودابة وغيرها. النهاية ٢/ ٣٨٧.
٣ العيص: بالكسر: منبت خيار الشجر، وهو واد لجهينة بين المدينة والبحر يبعد عن مدينة ينبع (١٥٠) كيلاً شمالاً، ولا زالت قرية عامرة في إمارة المدينة. المعالم الأثيرة ٢٠٤.
٤ يقع ذو المروة عند مفيض وادي الجزل، إذا دفع في (إضم) شمال المدينة المنورة على مسافة ثلاثمائة كيل، وما زالت معروفة بهذا الاسم، وكان بها سبرة بن معبد الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. المعالم الأثيرة ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>