للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتخلف عنه منهم أحد، وقد عميت الأخبار على قريش فلا يأتيهم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يدرون ما هو صانع، وكان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثنية العقاب؛ فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رسول الله ابن عمك١ وابن عمتك وصهرك٢، فقال: لا حاجة لي بهما؛ أما ابن عمي فهتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال، فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بن الحارث ابن٣ له، فقال: والله ليأذننّ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لآخذن بيد ابني هذا، ثم لنَذْهبَنَّ في الأرض حتى نموت عطشاً أو جوعاً، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّ لهما فدخلا عليه فأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما كان مضى منه فقال:

لعمرك أني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد

لكالمدلج٤ الحيران أظلم ليلهُ ... فهذا أوانُ الحق أُهدي وأهتدي


١ تريد أبا سفيان بن الحارث لأنه ابن عمّ النبي صلى الله عليه وسلم.
٢ لأن عبد الله بن أبي أمية أخو أم سلمة، وابن عمته عاتكة. الإصابة (٢/٢٧٧) .
٣ ابنه هو: جعفر بن أبي سفيان وقد اسلم مع أبيه. الاستيعاب (٤/٢٣٧) .
وذكر الحافظ ابن حجر نقلاً عن الزبير بن بكار وغيره أن جعفراً كان ممن ثبت يوم حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم. الفتح (٨/٣٠) .
٤ الدلجة: هي السير ليلاً، يقال: أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل، وادَّلج - بالتشديد - إذا سار من آخره. النهاية (٢/ ١٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>