للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لي، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنتُ أشبَّ القوم وأجلدَهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق، ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟ ثم أصلي قريباً منه فأسارقه١ النظر، فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إليَّ وإذا التفت نحوه أعرض عني، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة٢ الناس مشيت حتى تسورت٣ جدار


١ فأسارقه: - بالسين المهملة والقاف - أي: أنظر إليه في خفية. الفتح (٨/ ١٢٠) .
٢ من جفوة الناس: - بفتح الجيم وسكون الفاء -، أي: إعراضهم. الفتح (٨/ ١٢٠) .
٣ حتى تسورت: أي علوت سور الدار. الفتح (٨/ ١٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>