للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله: والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل بل هو التوكل لأن التوكل الاعتماد على الله سبحانه مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: " أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول: هكذا كان إبراهيم يعوذ اسحق واسماعيل عليهما السلام (١)

وسئل الشيخ عبدالله الجبرين عن المبالغة في الخوف من الإصابة بالعين ومنع الأطفال من مخالطة الناس خوفاً عليهم من العين؟

فأجاب: لا تعتبر وإنما هي من تجنب أسباب الشرور والأضرار، وقد ورد ما يدل على الجواز في صبي جميل أمروا أن يغيروا صورته خوف العين، كما سبق الأثر عن عثمان في قوله " دسموا نونته " أي سودوها، وهي النقرة في أسفل الوجه، وذلك سبب مما شرعه الله، فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) النساء الآية (٧١) وهو يعم الحذر من كل ما فيه ضرر على النفس أو المال، وقال تعالى: (وَخذُوا حِذْرَكُمْ) النساء الآية (١٠٢) (٢)

[* ومن الستر أيضا قضاء الحوائج بالكتمان والسر.]

فهذا مما يقى من شر العين والحسد وفى الحديث: " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ". (٣)

* ومن ذلك أيضا الاحتراز من العائن واجتنابه والبعد عنه ومن الأمور الهامة


(١) فتاوى العلاج بالقرآن والسنة ص (٤١ - ٤٢) والحديث رواه البخارى وغيره.
(٢) المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ص (٢١٨ - ٢١٩)
(٣) صحيح: أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان والعقيلى فى الضعفاء وابن عدى فى الكامل والطبرانى فى الكبير وأبو نعيم فى الحلية من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه والخرائطي في اعتلال القلوب من حديث عمر رضى الله عنه والخطيب البغدادى فى التاريخ من حديث ابن عباس رضى الله عنهما والخلعي في فوائده من حديث على رضى الله عنه. وعزاه السيوطى لهم وصححه الألبانى رحمه الله في صحيح الجامع (٩٤٣) وفى السلسلة الصحيحة (١٤٥٣)

<<  <   >  >>