يقع الحسد من الإنس والجن على حد سواء. ولا نعلم عوالما غيرهما يقع منها الحسد. فأما حسد الإنس ففيه نصوص القرءان التى أسلفت ذكرها والأحاديث التى ستأتى بعد. ويقع الحسد من النفوس الشريرة كما قدمنا وتقع العين من الرجل الصالح وأغرب ما وقفت عليه هنا أن نبيا من الأنبياء عليه السلام أعجبه قومه فعانهم وهذ ليس صريحا فى النص ولكن وقفت على قول بعض أهل العلم يفسر الحديث بهذا ولم أضبطه لا ضبط صدر ولاضبط كتاب فليس معى كتابه فأنقل منه لكن شئ قرأته ذكرته بمعناه أما الحديث فأضبطه بلفظه عن صهيب رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أيام حنين يحرك شفتيه بعد صلاة الفجر بشيء لم نكن نراه يفعله فقلنا يا رسول الله إنا نراك تفعل شيئا لم تكن تفعله فما هذا الذي تحرك شفتيك قال إن نبيا فيمن كان قبلكم أعجبته كثرة أمته فقال لن يروم هؤلاء شيء فأوحى الله إليه أن خير أمتك بين إحدى ثلاث إما أن نسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم أو الجوع وإما أن نرسل عليهم الموت فشاورهم فقالوا أما العدو فلا طاقة لنا بهم وأما الجوع فلا صبر لنا عليه ولكن الموت فأرسل عليهم الموت فمات منهم في ثلاثة أيام سبعون ألفا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا أقول الآن حيث رأى كثرتهم اللهم بك أحاول وبك أصاول وبك أقاتل. وفى رواية: اللهم بك أقاتل وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بالله. (١)
(١) حسن: أخرجه أحمد فى المسند (١٨٤٥٨ - ١٨٤٦١ - ٢٣٤٠٩) والدارمى (٢٤٤١) أخرج الدعاء فقط من طرق عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب. والرواية لأحمد. وأخرجه الترمذى (٣٣٤٠) من طريق معمر عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب ورجاله رجال مسلم لكن قال يحيى بن معين: حديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبى النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثيرالأوهام .. وذكر مع الحديث قصة أصحاب الأخدود مطولا وهى فى صحيح مسلم.