للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصل مذهب القوم أنهم لا يثبتون صفة الخلق لله تعالى فيقولون الكون حادث وكل حادث فلا بد له من محدث قديم، وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث وعدم حلولها فيه ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهة ولا مكان .. الخ

فهم يصفون الله بأنه قديم (١) مع كون هذا لم يرد لا فى الكتاب ولا فى السنة. ويعدلون عن وصفه بالخالق جل وعلا وكل ما استخدموه من كلام الفلاسفة من الجوهر والعرض والجسمية .. كل هذا مبتدع ما تكلم به السلف وقد فروا من قولهم مخلوق وخالق حتى لا يلزمهم الفلاسفة بأنهم استدلوا بالدعوى على نفسها! ! ومع هذا فالفلاسفة يقولون: الكون قديم ولا نسلم أنه حادث، فالأشاعرة كما قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله: لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا. اهـ فهم يقولون بأن الحرق يُخلق بقدرة ربانية قديمة. ولا يقولون هو من خصائص النار يعني خلق الله للحرق ليس على الحقيقة وإنما على المجاز. وإلا كان الله تعالى محلاً للحوادث، وهو تعالى منزه عن ذلك. ولذلك لم يجعلوا الخلق من الصفات المثبتة لله سبحانه.

فالحسد عندهم يوجد عند اقتران رؤية العين للمحسود وإيجاده حصل بقدرة قديمة! ! أما مذهبنا فى هذا فهو مذهب أهل السنة وهو مذهب السلف فالْخَلْقُ صفةٌ من


(١) قال ابن أبى العز الحنفى شارح الطحاوية: وقد أدخل المتكلمون فى أسماء الله تعالى القديم وليس هو من الأسماء الحسنى فإن القديم فى لغة العرب التى نزل بها القرءان هو المتقدم على غيره فيقال هذا قديم للعتيق وهذا حديث للجديد ولم يستعملوا هذا الإسم إلا فى المتقدم على غيره لا فيما لم يسبقه عدم .. لكن أسماء الله تعالى هى الأسماء الحسنى كلها فلا يكون من الأسماء الحسنى وجاء الشرع باسمه الأول وهو أحسن من القديم لأنه يشعر بأن ما بعده آيل إليه وتابع له بخلاف القديم والله تعالى له الأسماء الحسنى. اهـ من شرح الطحاوية ص (٥٥)

<<  <   >  >>