للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عدي: كان صاحب معرفة وحفظ، ومقدم في هذه الصنعة، إلا أني رأيت بعض مشايخ بغداد مسيئين الثناء عليه، وسمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتديَّن بالحديث، لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب يسوي لهم نسخة وأمرهم أن يرووها فكيف يتيدين بالحديث ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم يرويها عنهم، وقد تبينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة، وسمعت محمد بن سليمان الساعدي يحكي فيه شبيها بذلك، وقد كان من المعرفة والحفظ بمكان، وقد رأيت فيه مجازفات في روايته، حتى كان مقدما في الشيعة وفي هذه الصنعة أيضا، ولم أجد بُدا من ذكره لأني اشترطت في أول كتابي هذا أن أذكر من تكلم فيه متكلم، ولا أحابي، ولولا ذلك لم أذكره للذي كان فيه من الفضل والمعرفة.

وقال الحسن بن مكرم: كان ابن عقدة معنا في بيت ووضع ابن عثمان المري بين أيدينا كتبا كثيرة، فنزع ابن عقدة سراويله، وملأه من كتب الشيخ سرا منه ومنا، فلما خرجنا، قلنا له: ما هذا الذي معك، لم حملته؟ فقال: دعونا من ورعكم هذا.

وقال عبدان الأهوازي: ابن عقدة قد خرج من معاني أصحاب الحديث، ولا يذكر حديثه معهم. وقال ابن عدي: يعني لما كان يظهر من الكثرة والنسخ، وتكلم فيه مطين بأخره لما حبس كتبه عنه اهـ، وقال السلمي عن الدارقطني: حافظ محدث، ولم يكن في الدين بالقوي، ولا أزيد على هذا. وقال الحاكم عنه: إني أنكر على من يتهمه بالوضع، إنما بلاؤه هذه الوجادات. وقال أيضا: ما يتهم أبا العباس بالوضع إلا طبل. وقال أيضا: إني أشهد أن من اتهمه بالوضع فقد كذب. وقال الدارقطني أيضا: ابن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده. وقال الدقاق عنه: رجل سوء. وقال البرقاني: سألت الدارقطني عنه فقلت: إيش أكبر ما في نفسك عليه؟ فوقف ثم قال: الإكثار من المناكير. وقال أيضا: كان إذا ضاق عليه مخرج حديث في مستخرجه على صحيح البخاري، أخرجه عن يونس

<<  <   >  >>