كانت أصوله ممتزجةً مع التشريع منذ صدر الإسلام، فهو كغيره من العلوم الشرعية نزلَ يومَ نزلَ الوحيُ من السماء.
وراعاه النبيُّ ﷺ في كثير من الأمور، وذلك كتركِه للمنافقين فلم يقتلهم أو يخرجهم من المدينة، وتركِه البيتَ على غيرِ قواعده، ومِن بعده المهاجرون والأنصارُ كالاجتماع على إِمامٍ لهم، وكذا الشيخان وعثمانُ ﵃ في جمع المصحف وغير ذلك.
وجاء القرن الرابع الهجري وكانت سمتُه الغالبةُ الاهتمامَ بالعللِ الجزئيةِ، والتنصيص عليها.
وفي القرن الخامس الهجري انتُقل فيه من طور الاهتمام بالتعليلات الجزئية إلى طور التأصيل والتنظير والتقعيد للمقاصد.
وفي القرن الثامن الهجري جاء الشاطبي فأبرز المقاصد وألف كتابه (الموافقات)، وأفرد للمقاصد جزءًا فيه وجعله كيانًا مستقلًّا، وأظهره وبيَّنه ونظَّر وقعَّد له وأضاف وفتح الباب لِمَنْ بعده.
ثم جاء الطاهر بن عاشور فتابع الشاطبيَّ وأعاد النظر والبحث في المقاصد وألف كتابه (مقاصد الشريعة)، ثم تابعه العلماء على ذلك.