للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قال في رده على أحد الذين بهتوه بانتقاص النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحانك هذا بهتان عظيم، وقبله من بهت محمد صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى ابن مريم ويسب الصالحين، فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور ... » (١) .

وقال في رد مقولة أنه ينهى عن الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وأما إحراقها (يعني كتاب دلائل الخيرات) والنهي عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ كان، فنسبة هذا إليَّ من الزور والبهتان» (٢) .

ويقول صاحب كتاب (المقالات الوفية) مفتريًا على الإمام: «وكذا تنقيصه الرسل والأنبياء وهدم قببهم ... ومنعه من قراءة خبر مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وضرب رقاب من يناجي في المنارة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (٣) وهذا من الكذب والتلبيس على الإمام محمد وأتباعه، أما القِبَاب فهي من البدع التي جاء النهي الصريح عنها في السنة وفي هدمها إزالة للبدع، وكذلك قراءة خبر مولد النبي صلى الله عليه وسلم والنداء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على نحو ما يفعله المبتدعة من المحدثات والبدع.

ويقول صاحب كتاب (تبيين الحق والصواب) عن أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب: «ومما يدل على استنقاصهم واستخفافهم لقدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذه اللفظة المجردة عن الأدب والحياء وهي (محمد لا يعلم الغيب) (٤) . ونقول له: إنه ليس من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعي له شيئًا من خصائص الرب تعالى وهو علم الغيب، فهو لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله إياه، قال الله عز وجل له {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: ١٨٨] [سورة الأعراف، آية: ١٨٨] .

وهذه المقولات كلها أكاذيب ومفتريات وإفك ظاهر، ونبدأ في كشف هذا الإفك العظيم بما ذكره الشيخ محمد منظور النعماني في كتابه (دعايات مكثفة ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب) قال: «وقد سمعت وقتئذٍ أكذوبة عجيبة: أن رجلًا يحمل اسم عبد الوهاب


(١) الدرر السنية (١) .
(٢) الدرر السنية (١) .
(٣) المقالات الوفية ص (١٨٨) وانظر دعاوى المناوئين ص (٩٧) .
(٤) تبيين الحق والصواب ص (١٨، ١٩) .

<<  <   >  >>