بواعث قيام الدعوة الإصلاحية وأهدافها الكبرى قامت الدعوة الإصلاحية في نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب، ومناصرة الإمام محمد بن سعود في الوقت الذي كانت أحوج ما تكون إليه في جميع النواحي الدينية والدنيوية، وكانت مبررات الدعوة وبواعثها الشرعية منها والواقعية متوافرة، ومن أهم هذه البواعث والدواعي:
١ - تحقيق التوحيد: إن أول هذه الدواعي وأعظمها لقيام الدعوة الإصلاحية: مسألة التوحيد ومجانبة الشرك، وهي القضية الكبرى بين الأنبياء وخصومهم، وكذلك بين الدعاة والمصلحين وخصومهم، ألا وهي تحقيق ما أمر الله تعالى به لجميع المكلفين {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل: ٣٦](١) فقد قامت هذه الدعوة استجابة لأمر الله بإقامة الدين، بتحرير العبودية لله وحده، وتعظيم الله تعالى بأسمائه وصفاته، وإخلاص العبادة له سبحانه دون سواه، والنهي عن الشرك وذرائعه، وكانت هذه هي الغاية الأولى في هذه الدعوة المباركة.
[تنقية مصادر التلقي]
٢ - تنقية مصادر التلقي: تعددت مصادر التلقي عند أهل الأهواء والبدع، ولم يخلصوا تلقي الدين عن الكتاب والسنة، فكان من أهداف هذه الدعوة الإصلاحية، إعادة الناس إلى مصادر الدين الحق (القرآن والسنة) وبفهم السلف الصالح وآثارهم الصافية.
[نشر السنن وإظهارها ونبذ البدع]
٣ - نشر السنن وإظهارها، ونبذ البدع ومظاهرها: في العقيدة والعبادات والأعياد وغيرها.
[القيام بواجبات الدين]
٤ - القيام بواجبات الدين وفرائضه العامة: من الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، تحقيقًا للخيرية التي وصف الله بها هذه الأمة {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا}[آل عمران: ١١٠][سورة آل عمران، من الآية: ١١٠]