٧ - دعوى مخالفتها لأكثرية المسلمين وأنها مذهب جديد (أو خامس) : وإن من أكثر ما يثار على الدعوة ومنهجها وإمامها دعوى أنها تخالف الأكثرية من المسلمين وأنها مذهب جديد أو خامس. وهذه دعوى لا اعتبار لها في ميزان الشرع والعقل السليم والواقع كما قال تعالى:{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنعام: ١١٦][سورة الأنعام، آية: ١١٦] .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا واحدة (١) . كما أن اعتبار الأغلبية في الدين خلاف السنن التي قامت عليها دعوة الأنبياء والمصلحين، فالعبرة بسلوك السبيل الحق، المتمثل بالقرآن والسنة ونهج السلف الصالح، والحق والعدل فحسب دون اعتبار لعدد السالكين أو الهالكين.
كما أن الناظر في واقع المسلمين في العصور المتأخرة لا يجد للأكثرية مذهبًا معينًا فقد تنازعتهم المذاهب والفرق والبدع والطرق والاتجاهات والشعارات والحزبيات، هذا مع ضرورة الاحتفاظ بقاعدة:«أن الحق ما وافق السنة والسلف الصالح وإن كنت وحدك» وأعني بذلك أنا لو افترضنا - جدلًا - أن المسلمين اجتمع أكثرهم على مذهب يخالف السنة، فلا عبرة بذلك شرعا.
وقد اعتمد إمام الدعوة مذهب الإمام أحمد بن حنبل رابع الأئمة الأربعة الذين ارتضتهم الأمة، ولم يأت بمذهب جديد كما زعموا.
[دعوى تحريم التبرك والتوسل والشفاعة مطلقا]
٨ - دعوى منع التبرك والتوسل والشفاعة مطلقا: لما نهى علماء الدعوة من التوسلات البدعية، والتبرك البدعي، وكذلك الشركيات والبدع التي يسميها أهل الأهواء شفاعة، رموهم بأنهم يحرمون التوسل والتبرك والشفاعة مطلقا. وهذا كذب وبهتان.
وقد بينت في موطن آخر من هذا البحث أن السلف الصالح أهل السنة والجماعة ومنهم أتباع هذه الدعوة يثبتون التبرك المشروع، والتوسل المشروع، والشفاعة الثابتة بمقتضى النصوص، ويدينون الله بذلك اعتقادًا وعملا. لكنهم يحاربون البدع والشركيات في ذلك كله.