للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأنموذج الثاني والتعليق عليه]

الأنموذج الثاني: المفتريات التي ساقها صاحب (خلاصة الكلام) والتعليق عليه: وهي تمثل خلاصة الشبهات والتهم والمفتريات على الدعوة وإمامها من قبل خصوم الدعوة خارج نجد (١) .

يقول صاحب (خلاصة الكلام) في حوادث سنة (١٢٠٥هـ) وقد كتبها بعد وفاة الإمام محمد بن عبد الوهاب بقرن (٢) «وفي هذه السنة كان ابتداء الحرب والقتال بين مولانا الشريف غالب وطائفة الوهابية التابعين لمحمد بن عبد الوهاب في عقيدته التي كفَّر بها المسلمين» (٣) .

وينبغي قبل ذكر المحاربة والقتال ذكر ابتداء أمرهم وحقيقة حالهم فإن فتنتهم من أعظم الفتن التي ظهرت في الإسلام طاشت من بلاياها العقول وحار فيها أرباب العقول (٤) وكان ابتداء ظهور محمد بن عبد الوهاب سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين واشتهر أمره بعد الخمسين، فأظهر العقيدة الزائغة (٥) بنجد وقُراها.

فقام بنصرته وإظهار عقيدته محمد بن سعود أمير الدرعية بلاد مسيلمة الكذاب (٦) فحمل أهلها على متابعة محمد بن عبد الوهاب فيما يقول فتابعه أهلها، وسيأتي ذكر شيء من


(١) كل المفتريات والمزاعم التي ذكرها المؤلف هنا عن الإمام محمد بن عبد الوهاب والدعوة وأتباعها تم تفنيدها وبيان زيفها من خلال هذا الكتاب سابقًا أو لاحقا، فليراجع فهرس الموضوعات للاطلاع على مواطن الرد تفصيلًا والتي غالبها من قبل الإمام نفسه وعلماء الدعوة والمنصفين والحمد لله.
(٢) خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام - لأحمد زيني دحلان ط١، ص (٢٢٧ - ٢٣٨) .
(٣) هذا من التلبيس والبهتان فإن الشيخ لم يكفر المسلمين، لكنه بيَّن ما قام الدليل على أنه كفر، وقد بيَّن الشيخ وعلماء الدعوة هذه المسألة بيانًا كافيًا.
تفصيل ذلك في مسألة التكفير في المبحث التالي.
(٤) نعم عقول أهل الأهواء والبدع والافتراق، أما أهل السنة فقد فرحوا وسعدوا بها.
(٥) كيف توصف عقيدته بالزيغ وهي نفسها سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعقيدة السلف الصالح جملة وتفصيلًا. ونعوذ بالله من الزيغ.
(٦) لا يليق بمن ينتسب للعلم أن يعيِّر مسلمًا بذنب غيره، فمسيلمة كذاب دجال ولا يضر ذلك البلد التي خرج فيها هو وأتباعه وإلا فيقال مكة بلد أبي جهل والمدينة بلد ابن أبي سلول، واليمن بلد الأسود الكذاب. وعمان بلد لقيط الأزدي.

<<  <   >  >>