للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلبس به على الجهال، فلا أنت برابح» (١) .

ثم قال مشفقًا على أولئك الجهال الذي يلبس عليهم ابن سحيم: «يعتقدون أنكم علماء، ونداريكم نود أن الله يهديكم ويهديهم، وأنت إلى الآن أنت وأبوك، لا تفهمون شهادة أن لا إله إلا الله» .

«ونكشف لك هذا كشفًا بيناً، لعلك تتوب إلى الله، وتدخل في دين الإسلام، إن هداك الله» (٢) .

ثم قال: «وكشف ذلك بوجوه:

الوجه الأول: أنكم تقرون، أن الذي يأتيكم من عندنا هو الحق، وأنت تشهد به ليلًا ونهارا، وإن جحدت هذا، شهد عليك الرجال والنساء.

ثم [مع] هذه الشهادة «أن هذا دين الله» أنت وأبوك: مجتهدان، وتبهتون وترمون المؤمنين بالبهتان العظيم، وتصورون على الناس الأكاذيب الكبار، فكيف تشهد أن هذا دين الله، ثم تتبين (٣) في عداوة من تبعه؟!

الوجه الثاني: أنك تقول إني أعرف التوحيد، وتقر أن من جعل الصالحين وسائط، فهو كافر، والناس يشهدون عليك أنك تروح للمولد (٤) وتقرؤه لهم، وتحضرهم وهم ينخون (٥) ويندبون مشايخهم، ويطلبون منهم الغوث والمدد، وتأكل اللقم من الطعام المعد لذلك، فإذا كنت تقر: أن هذا كفر، فكيف تروح لهم، وتعاونهم عليه، وتحضر كفرهم؟! .

الوجه الثالث: أن تعليقهم التمائم، من الشرك (٦) بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر


(١) الدرر السنية (١٠) .
(٢) الدرر السنية (١٠) .
(٣) أي تتصدى وتشتهر.
(٤) المولد بدعة.
(٥) أي يستنجدون ويَسْتغيثون.
(٦) يقصد ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «من تعلق تميمة فقد أشرك» .
رواه الإمام أحمد (٤) من حديث عقبة بن عامر، ورواته ثقات. راجع: فتح المجيد ص (١٠٢) .

<<  <   >  >>