خامساً: أن ما هو مسطور ومكتوب إلى الآن من كتب الإمام ورسائله وأقواله وأحواله، وكتب الدعوة، وسير رجالها وتاريخها وواقعها يرد كل التُّهَم والمفتريات التي ذكرها.
بل الإمام نفسه ردَّها وفنَّدها في كتبه ورسائله ورُدودهِ، وردها تلاميذه وأتباعه ومناصروه في كل مكان.
سادساً: شهادة المنصفين - وما أكثرهم بحمد الله - بأن ما ذكره صاحب خلاصة الكلام وأمثاله عن الدعوة من البهتان والكذب، وأنه يخالف الحق والواقع، وأكتفي في هذا المقام بشهادة واحد منهم؛ لأن الموضوع سيُعرض تفصيلاً في فصول تالية إن شاء الله.
يقوم الشيخ محمد رشيد رضا في مقدمته لكتاب «صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان» للشيخ محمد بشير السهسواني الهندي.
«تصدى للطعن في الشيخ محمد بن الوهاب والرد عليه أفرادٌ من أهل الأمصار المختلفة، منهم رجل من أحد بيوت العلم في بغداد، قد عهدناه يفتخر بأنه من دعاة التعطيل والإلحاد (١) . وكان أشهر هؤلاء الطاعنين مفتي مكة المكرمة الشيخ أحمد زيني دحلان المتوفي سنة (١٣٠٤) ألَّف رسالة في ذلك تدور جميع مسائلها على قطبين اثنين: قطب الكذب والافتراء على الشيخ، وقطب الجهل بتخطئته فيما هو مصيب فيه» .
«وكانت توزع بمساعدة أمراء مكة ورجال الدولة على حجاج الآفاق فعم نشرها، وتناقل الناس مفترياته وبهاءته في كل قطر، وصدقها العوام وكثير من الخواص، كما اتخذ المبتدعة والحشوية والخرافيون رواياته ونقوله الموضوعة والواهية والمنكرة، وتحريفاته للراويات الصحيحة، حججًا يعتمدون عليها في الرد على دعاة السنة المصلحين» .
«ولكن الألسن والأقلام لا تزال تتناقل كل ما فيها من غير عزو إليها، ودأب البشر العناية بنقل ما يوافق أهواءهم، فكيف إذا وافقت هوى ملوكهم وحكامهم.
كنا نسمع في صغرنا أخبار الوهابية المستمدة من رسالة دحلان هذا ورسائل أمثاله فنصدقها بالتبع لمشايخنا وآبائنا» .
«وأنا لم أعلم بحقيقة هذه الطائفة إلا بعد الهجرة إلى مصر والاطلاع على تاريخ الجبرتي