للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشيخ: حمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن أحد أحفاد الإمام بعد الافتتاحية:

«من محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، إلى من يراه من أهل القرى، ورؤساء القبائل، من أهل اليمن، وعسير، وتهامة، وشهران، وبني شهر، وقحطان، وغامد، وزهران، وكافة أهل الحجاز، وغيرهم هدانا الله وإياهم لدين الإسلام، وجعلنا وإياهم من أتباع سيد الأنام، آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . . ثم قال: «وصار بعض الناس: يسمع بنا معاشر الوهابية (١) ولا يعرف حقيقة ما نحن عليه، وينسب إلينا، ويضيف إلى ديننا السفاسف، والأباطيل، تنفيرًا للناس عن قبول هذا الدين، وصدًّا لهم عن توحيد رب العالمين، فأوجب لنا: تسويد هذه العجالة، بيانًا لما نعتقده وندين الله به وندعو إليه ونجاهد الناس عليه.

فاعلموا - أن حقيقة ما نحن عليه، وما ندعو إليه ونجاهد على التزامه، والعمل به - أنَّا ندعو إلى دين الإسلام، والتزام أركانه، وأحكامه، الذي أصله وأساسه: شهادة أن لا إله إلا الله، والأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وهذه العبادة مبنية على أصلين: كمال الحب لله، مع كمال الخضوع، والذل له والعبادة لها أنواع كثيرة؛ فمن أنواعها: الدعاء وهو من أجلّ أنواع العبادة، وسماه عبادة، في عدة مواضع من كتابه، كما قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: ٦٠] [سورة غافر، آية: ٦٠] . ونظائر هذا في القرآن كثير؛ وفي الحديث: «الدعاء مخ العبادة» (٢) .

فنقول: لا يُدعى إلا الله، ولا يُستغاث في الشدائد، وجلب الفوائد إلا به، ولا يذبح


(١) لم يكن من عادة علماء الدعوة، وأتباعها الإقرار بإطلاق (الوهابية) على هذه الدعوة السلفية؛ لأنها كانت من الخصوم على سبيل اللمز والسب ولعل الشيخ هنا ذكرها على سبيل التنزل، ولشهرة هذا الاصطلاح حتى صار يطلق من المؤيد والمعارض.
(٢) رواه الترمذي (٣٣٧١) عن أنس - رضي الله عنه - بهذا اللفظ، وفيه الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن وفيه أيضًا ابن لهيعة، وكان قد اختلط وضُعِّف. قال الترمذي: «حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة» ، ولكن قد ثبت الحديث بلفظ «الدعاء هو العبادة» رواه الترمذي (٣٣٧٠) ، وأحمد (٢) ، وابن ماجه (٣٨٢٩) ، وابن حبان (١) ، والحاكم (١) وصححه، والبخاري في الأدب المفرد (٧١٢) من حديث النعمان بن بشير، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير (٣٤٠١) .

<<  <   >  >>