للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجله، ولكن من خالفهم فما الحيلة. ما لجرح بميت إيلام. ولا لمن خالف هؤلاء احترام. وإن منشأ هذه الفتنة في الإسلام الفتنة في القبور حتى آل الأمر فيها إلى أن عُبِدَ أربابها من دون الله، وعُبدت قبورهم واتُّخِذَتْ أوثانًا وبُنيت عليها الهياكل فصارت تُدعى وتُرجى وتُخشى» (١) .

وقال بعد أن ساق جملة من الأحاديث الموضوعة التي يتعلق بها المبتدعة:

«وأمثال هذه الأحاديث التي هي مناقضة لدين الإسلام وضعها المشركون وراجت على المدعين من الجهال والضلال الذي هم عن الحق معرضون، والله بعث رسوله يقتل من حسّن ظنه بالأحجار، وجنَّب أمته الفتنة بالقبور، كما جاءت به الآثار واستفاضت عنه في ذلك الأخبار بنقل أهل الصحيح ونقد أهل التصحيح» .

ثم ساق الأحاديث الصحيحة الصريحة في الرد على أصحاب بدع القبور والمشاهد والمزارات فقال: «فروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (٢) وفي رواية لمسلم: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (٣) . وفي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله قد اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك» (٤) وعن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: «لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة كانت على وجهه فإذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر أمته ما صنعوا» متفق عليه (٥) قالت عائشة - رضي الله تعالى عنها- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه:


(١) التوضيح عن توحيد الخلاق ص (٢٠٨) .
(٢) البخاري رقم (٤٣٧) ومسلم برقم (١١٨٥) .
(٣) مسلم برقم (٥٢٩) .
(٤) مسلم برقم (٥٣٢) من حديث جندب بن عبد الله البجلي.
(٥) البخاري برقم (٤٣٥) ، ومسلم برقم (١١٨٧) .

<<  <   >  >>