للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخلاصة القول:

أن الوهابية حركة قامت بنشر التوحيد، وكافحت الشرك والبدع، واستأنفت الجهاد، وأنشأت دولة إسلامية على أساس الشرع وحده، ونحن بعد هذا نتفق مع القائلين بأن منهاج الحكومة الوهابية كان مستمدا في كثير من أموره من أفكار ابن تيمية في " السياسة الشرعية " وغيرها من كتبه، ومن أفكار تلامذته وخصوصا ابن القيم " (١) .

ويقول الأستاذ منير العجلاني أيضا:

" كثرت الكتابات عن الوهابية قديما وحديثا، وفيها ثناء، وفيها تجريح، وكانت الكتابات في زمن العثمانيين كلها تقريبا حملات جائرة ظالمة، ثم أخذ الناس يتشككون في حقيقة هذه الكتابات، ويتفهمون الأسباب السياسية والدوافع الشخصية التي كانت تمليها على أصحابها.

وأخيرا بدأ العلماء المنصفون يعطون الحركة الوهابية حقها من الإنصاف والتقدير، وإن لم يكونوا من أتباعها وأنصارها، وإذا اختلفوا معها في أشياء فهم يعرفون لها فضلها ومزاياها، ولكنهم إنما يخشون عليها من الغلاة الذين يريدون فرض آرائهم " المتطرفة " على الآخرين؛ لتوهمهم أن الحق معهم وحدهم " (٢) .

ويقول الأستاذ حافظ وهبة تحت عنوان: " ما هي الدعوة الوهابية؟ ":

" لم يكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب نبيا كما ادعى نيبهر الدانمركي، ولكنه مصلح مجدد داع إلى الرجوع إلى الدين الحق، فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة، ولا آراء خاصة، وكل ما يطبق في نجد من الفروع هو طبق مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وأما في العقائد فهم يتبعون السلف الصالح، ويخالفون من عداهم، وتكاد تكون عقائدهم وعبادتهم مطابقة تمام المطابقة لما كتبه ابن تيمية وتلاميذه في كتبهم، وإن كانوا يخالفونهم في مسائل معدودة من فروع الدين، وهم يرون فوق ذلك أن ما عليه أكثر المسلمين من العقائد


(١) تاريخ البلاد العربية السعودية (١ - ٢٤٢) .
(٢) تاريخ البلاد العربية السعودية (١) .

<<  <   >  >>