للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعض الجماعات السلفية المعتدلة في سائر العالم الإسلامي اليوم. وغالبًا نجد هذه الفئات تُعَيَّرُ من قِبَلِ أهل البدع والأهواء بأنها وهابية ولا شك أن هذه تزكية غالية لمن كان على المنهج السلفي الحق.

لكن هناك من بالغ في تأثير الدعوة على بعض الأشخاص أو بعض الحركات الإصلاحية.

كالمهدية في السودان، والسنوسية في شمال أفريقية، وحركة عثمان بن فودي، وحركة محمد عبده، وبعض الحركات الإصلاحية في الهند.

إلى حد أن اعتبرها بعضهم مطابقة تمامًا أو على الأغلب لدعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.

والحق أنه لم تكن هناك دعوة تحمل المنهج نفسه تمامًا عقيدة وعملًا، إنما تأثرت أكثر الدعوات في بعض المبادئ العامة مثل نزعة الإصلاح العام، ونبذ المنكرات والتحرير من التقليد والعصبية والمذهبية. والنزوع إلى تطبيق الشريعة والحدود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد (١) أما الخاصية الكبرى لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهي: الدعوة إلى التوحيد والعقيدة السلفية النقية الصافية، ونبذ الشركيات والبدع ومحاربتها بجد وحزم، فإن الذين حملوا هذه الرسالة بهذا المستوى من الدعاة والحركات قليل. والله أعلم.

تقريب المخالفين للحق:

من الآثار العامة الطيبة لهذه الدعوة المباركة أنها جرَّت بعض المخالفين إلى الاقتراب من مناهج الحق قليلًا أو كثيرًا بحسب الأحوال. ومن ذلك أنها لفتت أنظارهم إلى أهمية الاستدلال بالنصوص الشرعية وآثار السلف الصالح والتحاكم إليها، وترك بعض الانحرافات في التلقي والاستدلال، كالاعتماد على ما ليس بدليل كالكشف والذوق، والوجد، والرؤى


(١) ناقش هذه المسألة: الدكتور صالح بن عبد الله العبود في كتابه (عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية) (٢) .
وانظر: دعاوى المناوئين للدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف (٢٤) .

<<  <   >  >>