[معنى النصيحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -] : والنصح لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: أن تجزم أنه أفضل الأولين والآخرين، وأنه الصادق المصدوق، وأنه لا ينطق عن الهوى، وأنه المعصوم، وأنه من لا يحب الله وكتابه ورسوله، أحب من نفسه وماله وولده، فلا آمن بالله، ولا حكم ما جاء في كتاب الله.
[حكم من فرَّق بين القرآن وبين السنة] :
ومن فرق أو شك: أن ما جاء في كتاب الله، يخالف ما جاء به رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يخالف كتاب الله، أو أوّل من كتاب الله وسنة رسوله، وكذب على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فقد كفر.
[حكم من أنكر النبوة والشفاعة] :
ومن أنكر شفاعته - صلى الله عليه وسلم - إذا أذن الله له، ولم يرج ذلك؛ أو قال: نؤمن بكتاب الله، ولا نؤمن بمحمد، فقد كفر.
[وجوب تدبر القرآن والسنة والعمل بهما] :
فإذا فهمنا ذلك، ووقر في قلوبنا، وصحت العقيدة بذلك، فيجب علينا: أن نفكر ونتدبر القرآن، وسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما كان عليه مذهب السلف الصالح، ونعمل بما فيه، ونقوم بالواجب، وننكر ما أنكره الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وما أنكره السلف الصالح.
[الاعتراف بالخطأ فضيلة] :
هذا الذي حملني على هذه النصيحة، هو: ما رأيت في هذا الزمان وأهله، من الفساد، وما اقترفه من الذنوب، كبيرنا وصغيرنا، نستغفر الله ونتوب إليه، وما عليه الحالة اليوم.
[أقسام الناس ومواقفهم تجاه الحق] : فالناس في هذا الزمان قد انقسموا على أقسام شتى:
[١] منهم العارف بالله، وبكتاب الله، والذين يعتقدون عقيدة السلف الصالح، قصَّروا في العمل، وتركوا النصيحة ولم يقوموا بالواجب.
[٢] وفريق عرف أن الله ربه، والإسلام دينه، ومحمدا - صلى الله عليه وسلم - نبيه ورسوله، لكنهم لم يعرفوا ما هو الواجب عليهم، في كونهم عرفوا الله وما حق ذلك، ولا عرفوا الإسلام وحقيقته، ولا عرفوا ما أرسل به محمد - صلى الله عليه وسلم - وجاهد عليه.