والعبادات الوثنية، والدعاوى الفرعونية ما لا يتسع له كتاب، لا سيما عند مشهد: أحمد البدوي، وأمثاله من المعبودين، فقد جاوزوا بهم ما ادعته الجاهلية لآلهتهم، ما لم ينقل مثله عن أحد من الفراعنة، والنماردة.
وبعضهم يقول: يتصرف في الكون سبعة؛ وبعضهم يقول: أربعة؛ وبعضهم يقول: قطب يرجعون إليه، وكثير منهم يرى الأمر شورى بين عدد ينتسبون إليه؛ فتعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}[الكهف: ٥][سورة الكهف، من الآية: ٥]
وقد استباحوا عند تلك المشاهد من المنكرات، والفواحش، والمفاسد ما لا يمكن حصره، واعتمدوا في ذلك من الحكايات، والخرافات ما لا يصدر عمن له أدنى مسكة أو حظ من المعقولات، فضلًا عن النصوص.
كذلك ما يفعل في بلدان: اليمن، جار على تلك الطريق والسنن؛ ففي: صنعاء، وبرع، والمخا، وغيرها من تلك البلاد ما يتنزه العاقل عن ذكره.
وفي حضرموت، والشجر، وعدن، ويافع، ما تستك عن ذكره المسامع، يقول قائلهم: شيء لله يا عيدروس! شيء لله يا محيي النفوس! .
وفي أرض نجران من تلاعب الشيطان، وخلع ربقة الإيمان ما لا يخفى على أهل العلم، كذلك رئيسهم المسمى بالسيد، لقد أتوا من طاعته، وتعظيمه، والغلو فيه بما أفضى بهم إلى مفارقة الملة والإسلام، إلى عبادة الأوثان والأصنام {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[التوبة: ٣١][سورة التوبة، الآية: ٣١]
وكذلك، حلب، ودمشق، وسائر بلاد الشام، فيها من تلك المشاهد، والنصب، وهي تقارب ما ذكرنا من الكفريات، والتلطخ بتلك الوثنية الشركية.
وكذلك: الموصل، وبلاد الأكراد، ظهر فيها من أصناف الشرك، والفجور، والفساد؛ وفي العراق: من ذلك بحرة المحيط، وعندهم المشهد الحسيني قد اتخذه الرافضة وثنًا، بل ربًا مدبرًا، وأعادوا به المجوسية، وأحيوا به معاهد اللات والعزى، وما كان عليه أهل الجاهلية.