للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الصفات الثلاث كانت حاصلة في سائر الأمم " (١) .

ويقول القرطبي: " إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانا واجبين في الأمم المتقدمة وهما فائدة الرسالة وخلافة النبوة " (٢) .

ويقول العلامة سيف الدين الآمدي: " ما من أمة إلا وقد أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر كنهيهم عن الإلحاد وتكذيب أنبيائهم " (٣) .

وعندما بعث نبينا صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام للناس كافة، قام بواجب الأمر بالمعروف بنفسه وكلف بعض أصحابه بالقيام به، وقد وصف الله، جل وعلا، نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك في قوله جل وعلا: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: ١٥٧] (٤) .

وكان صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربه تعالى آمرا بالمعروف إذا رآه متروكا، ناهيا عن المنكر إذا وجده مفعولا. ولم يقتصر احتسابه على جانب من جوانب


(١) مفاتيح الغيب، ٣: ٢٧.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ٤: ٤٧.
(٣) الإحكام في أصول الأحكام، ١: ٣٠٨.
(٤) سورة الأعراف، الآية ١٥٧.

<<  <   >  >>