للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي وقع فيه النزاع من قديم الدهر وحديثه، وهو الذي جحده الكفار وكانت الخصومة فيه بين الرسل وأممهم من لدن نوح عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: ٦٥]

(جـ) توحيد الأسماء والصفات: ويقوم على الإيمان بكل ما ورد في القرآن والسنة الصحيحة من أسماء الله وصفاته ووصفه بها على الحقيقة وعدم التعرض لها بشيء من التكييف أو التشبيه أو التأويل أو التحريف أو التعطيل واعتقاد أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (١) . وهذه هي عقيدة علماء الدعوة في الأسماء والصفات، وهو مذهب أهل السنة والجماعة من السلف الصالح، وكان اتباع علماء الدعوة لمذهب السلف في هذه الناحية إيمانا منهم بأنه المذهب الحق , وابتعادا منهم عن الخصومة المذهبية، والتي كانت مثار الفرقة بين المذاهب الإسلامية المختلفة المتعادية.

لذلك ركز الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من علماء الدعوة دعوتهم على توحيدي (الربوبية والألوهية) (٢) وقد أخذ الحديث عن (توحيد الألوهية) القسم الأكبر من مؤلفاتهم ورسائلهم، ولا غرو فقد كان هذا القسم هو مثار الجدال بينهم وبين أعدائهم المخالفين لهم.

ويرى الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن من عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما (٣) .

ونتيجة لاهتمام الشيخ بمسألة التوحيد منذ أن كان طالبا للعلم فقد ألف كتابا يبحث في هذا الصدد وسماه " كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد "، جمع فيه آيات وأحاديث في بيان التوحيد والترغيب فيه، وبيان الشرك والتحذير منه، ونبه على


(١) سليمان بن سحمان: الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية ص ٨٨ و ١٠٥.
(٢) حسين بن غنام: تاريخ نجد ص ٢٩٩، ومحمد بن عبد الوهاب: مجموعة التوحيد النجدية ص ١١٤.
(٣) محمد بن عبد الوهاب: كشف الشبهات ضمن مجموعة التوحيد النجدية ص ٨٥.

<<  <   >  >>