للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسنترك لصاحب هذه الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه مهمة الرد على تلك التهمة الباطلة التي أخذ يرددها -مع الأسف - كثير من الباحثين في تاريخ الدعوة كأحد منتقداتهم عليها (١) وذلك لأن هؤلاء الباحثين لم يستقوا مبادئ الدعوة من ينابيعها الأصلية وهي مؤلفات ورسائل الشيخ محمد صاحب الدعوة وأتباعه من علماء الدعوة، وإنما استقوها من مؤلفين لا ينتمون إلى الدعوة بصلة، بل كثيرا ما يكون هؤلاء المؤلفون من أعدائها المريدين تشويهها أمام الناس.

فالشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول ما نصه: " وأما التكفير فأنا أكفّر من عرف دين الرسول صلى الله عليه وسلم ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله، فهذا الذي أكفّره وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك " (٢) ثم يقول: " وأما القتال فلم نقاتل أحدا إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة، وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا، ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: ٤٠] وكذلك من جاهر بسبب دين الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما عرفه " (٣) .

الحق أن هذا النص - على اختصاره - يرد على أولئك المشنعين على الدعوة، وهو في الحقيقة يلخص رأي الدعوة عامة في مسألة (التكفير والقتال) .

وهناك نصوص في رسائل ومؤلفات للشيخ نفسه وعلماء الدعوة تناقش رأي الدعوة في هذه المسألة، وتورد الأدلة من القرآن والسنة وآثار السلف الصالح محاولة إقناع من وقفوا في طريقها.

فيذكر الشيخ في إحدى هذه الرسائل أن علماء المسلمين أجمعوا على أن من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء آخر فهو كافر حلال الدم والمال، وإخلاص


(١) انظر مثلا: عبد المتعال الصعيدي: المجددون في الإسلام ص ٤٣٩و٤٤٠، ومحمد عزة دروزة: نشأة الحركة العربية الحديثة ص ٧١، وعبد الكريم الخطيب: الدعوة الوهابية ص ٧٥ ط ثانية (دار الشروق) .
(٢) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ج٤ ص٨ طبع على نفقة الإمام عبد العزيز آل سعود، مطبعة المنار بمصر ط أولى عام ١٣٤٩ هـ.
(٣) المصدر السابق ص ٨، وحسين بن غنام: تاريخ نجد ص ٣٦١ و ٣٦٢.

<<  <   >  >>