ليست تنتمي إلى نوع واحد بل نوعين متغايرين، نوع ينتمي تحت الخبر، والآخر ينتمي تحت الإنشاء.
من نماذج القراءات التي توضح الفرقَ بين الخبر والإنشاء هذا النموذج من سورة الأعراف قول الله تعالى -سبحانه وتعالى-: {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ}(الأعراف: ١١٣) فقرئت: {إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} وقرئت: "أإنَّ لنا لأجرًا" فبالطبع قراءة: {إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} دون الهمزة، هذه على سبيل الخبر، وقراءة الهمز:"أإن لنا لأجرًا" جاءت على سبيل الاستفهام، ويختلف الخبر عن الاستفهام؛ أما الإعجاز فهو واضح؛ لأن قراءة ترك الهمزة لم تؤثر على بقاء معنى الاستفهام، ولكنها أثَّرت على صورتها ومعنى الإخبار وإن لم يقصد، فإن مجيء التعبير على صورة الخبر يوحي بظلال معناه، فهو يعكس ثقةَ السحرة في الغلبة، وبالتالي في الأجر، حتى كأنهم قرروا وحكموا بأنفسهم بالأجر على سبيل التوكيد، فأدت القراءة إلى معنى جميل يدل على غرور هؤلاء، وعلى ثقتهم بأنهم غالبون، وبأنهم قاهرون، وبأنهم يستطيعون تحدي موسى -عليه السلام- وذلك واضح من حكايات الله -سبحانه وتعالى- عنهم في كتابه الكريم من قولهم لموسى -عليه السلام-: {إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ}(الأعراف: ١١٥). وكذلك ما قالوه لفرعون وقولهم:{بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ}(الشعراء: ٤٤) إلى غير ذلك من ثقتهم في غلبة موسى، وفي انتصارهم عليه، ولكن الله -سبحانه وتعالى- بين لهم بالآية الواضحة أن موسى مرسل من ربه، وكانت العاقبة إيمانهم به -عليه السلام- ودخولهم في دين الله -سبحانه وتعالى-.
فتنوعت القراءة بين:{إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} على الخبر، و"أإنَّا لنا لأجرًا" على الاستفهام.