كثير من الآيات في كتاب الله -عز وجل- تحمل هذا المعنى الجميل من العتاب الرقيق لخير الخلق محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وهذا وجهٌ يدل على قدسية هذا الكتاب وأنه منزّل من عند رب الأرض والسماء -سبحانه وتعالى، وذكر الشيخ قصة جميلة في هذا المجال؛ وهو ما حدث مع عبد الله بن أبي كبير المنافقين عليه سحائب اللعائن عندما مات وكفّنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في ثوبه وأراد أن يستغفر له ويصلي عليه، فقال عمر -رضي الله عنه:"أتصلي عليه وقد نهاك ربك" فقال -صلى الله عليه وسلم:((إنما خيرني ربي فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُم} (التوبة: ٨٠) وسأزيده على السبعين))، وصلى عليه فأنزل الله تعالى:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهَِ}(التوبة: ٨٤)، فترك -صلى الله عليه وسلم- الصلاة عليهم.
كل ذلك دليل على النقطة الثانية؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأتيه الأمر من ربه -سبحانه وتعالى.
النقطة الثالثة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجيئه الأمر أحيانًا بالقول المجمل أو الأمر المشكِل الذي لا يستبينه هو ولا أصحابه تأويله، حتى ينزّل الله عليهم بيانه بعد؛ بمعنى