للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله، علمني عملا يدخلني الجنة، فقال: لئن أقصرت الخطبة لقد أعرضت (١) المسألة» الحديث (٢) .

وجه الدلالة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى كلام الأعرابي خطبه مع قلته، فدل على أن اسم الخطبة يقع على ذلك وأمثاله، وليس على الكلام الطويل فقط (٣) فتصح به الجمعة.

مناقشة هذا الدليل: نوقش بأن تسمية النبي - صلى الله عليه وسلم - لكلام الأعرابي هذا خطبة أسلوب من أساليب العرب غير الخطبة الشرعية المعروفة؛ لأن السؤال لا يسمى خطبة شرعا، ولذلك لو ألقى مسألة على الحاضرين لم يكف ذلك بالاتفاق (٤) .

٢ - ما رواه عدي (٥) بن حاتم - رضي الله عنه - «أن رجلا خطب عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (من يطع الله


(١) قال الليث: أعرضت الشيء: جعلته عريضا. ومعنى الحديث: جئت بالخطبة قصيرة، وبالمسألة واسعة كبيرة.
(ينظر: اللسان، مادة " عرض " ٧ / ١٦٦) .
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٤ / ٢٩٩.
(٣) ينظر: المغني ٣ / ١٧٥.
(٤) ينظر المرجع السابق.
(٥) هو عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي، ولد الجواد المشهور، يكنى بأبي طريف، صحابي شهير، أسلم سنة ٩، وقيل ١٠ هـ وكان نصرانيا، وكان ممن ثبت في الردة، وحضر فتوح العراق وحروب علي، ومات سنة ٨٠، وقيل: ٨٦ هـ.
(ينظر: الإصابة ٤ / ٢٨٨، أسد الغابة ٣ / ٣٩٢) .

<<  <   >  >>