للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله) » (١) .

وجه الدلالة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سماه خطيبا بهذا القدر القليل من الكلام، فدل على أن خطبة الجمعة تحصل بمثل ذلك (٢) .

مناقشة هذا الدليل: نوقش من وجهين:

الوجه الأول: أن الصحيح من أقوال أهل العلم كما ذكر النووي أن إنكار النبي - صلى الله عليه وسلم- على الرجل كان بسبب اختصاره حيث قال: " والصواب أن سبب النهي أن الخطبة شأنها البسط والإيضاح، واجتناب الإشارات والرموز " (٣) وقد ساق - أي النووي - الأدلة على أن الإنكار ليس لأجل التشريك في الضمير، وبهذا يكون الحديث دليلا عليهم لا لهم.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجمعة - باب تخفيف الصلاة والخطبة ٢ / ٥٩٤، الحديث رقم (٨٧٠) .
(٢) ينظر: بدائع الصنائع ١ / ٢٦٣.
(٣) شرح صحيح مسلم ٦ / ١٥٩ - ١٦٠.

<<  <   >  >>