للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن السنة: ما جاء في حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - خطبتان، يجلس بينهما، يقرأ القرآن، ويذكِّر الناس» (١) .

فالشاهد من الحديث قوله: (ويذكِّر الناس) .

قال النووي: " فيه دليل للشافعي في أنه يشترط في الخطبة الوعظ والقرآن " (٢) .

مناقشة هذا الدليل: يناقش بأن هذا مجرد فعل، والفعل المجرد لا يدل على الوجوب، بل على الاستحباب، وأن لفظ: (كان. . .) لا يدل على المداومة، وإن دل عليها فإنها لا تدل على الوجوب كما تقدم (٣) .

ومن المعقول: أن المقصود من خطبة الجمعة الموعظة، فلا يجوز الإخلال بها (٤) .


(١) تقدم تخريجه ص (٣٢) .
(٢) ينظر: شرح صحيح مسلم ٦ / ١٥٠، وقد استدل به على ذلك أيضا الشيرازي في المهذب ٤ / ٥١٦، والزركشي في شرح الخرقي ٢ / ١٧٧.
(٣) ص (١١٤ - ١١٥) .
(٤) ينظر: المهذب مع المجموع ٤ / ٥١٦، ومغني المحتاج ١ / ٢٨٥، وشرح الزركشي ٢ / ١٧٧، والمبدع ٢ / ١٥٨، وكشاف القناع ٢ / ٣٢.

<<  <   >  >>