للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإجابة عن هذه المناقشة: أجيب عنها بأن هذا جمود؛ لأن الإنصات لم يختلف في مطلوبيته، فكيف يكون من أمر بما طلبه الشارع لاغيا؟ بل النهي عن الكلام مأخوذ من الحديث بدلالة الموافقة؛ لأنه جعل قوله: (أنصت) مع كونه أمرا بمعروف لغوا، فغيره من الكلام أولى أن يسمى لغوا (١) .

٢ - ما رواه أُبي (٢) بن كعب - رضي الله عنه - قال: «قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة (تبارك) وهو قائم، فذكرنا بأيام الله، وأبو الدرداء (٣) أو أبو ذر (٤) يغمزني،


(١) ينظر: فتح الباري ٢ / ٤١٥.
(٢) هو أبي بن كعب بن قيس الأنصاري، الخزرجي، سيد القراء، شهد العقبة وبدرا وما بعدها، قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أقرؤكم أبي) ، وقال عمر: " أبي سيد المسلمين "، توفي سنة ٢٢، وقيل ٣٠هـ، وقيل غير ذلك.
(ينظر: أسد الغابة ١ / ٤٩، والإصابة ١ / ١٦) .
(٣) هو عويمر بن مالك بن زيد قيس الخزرجي الأنصاري، مشهور بكنيته أبي الدرداء، تأخر إسلامه قليلا، ثم أسلم وحسن إسلامه، وكان فقيها عاقلا، حكيما، ولي قضاء دمشق في خلافة عثمان، وتوفي قبل مقتل عثمان بسنتين.
(ينظر: طبقات ابن سعد ٧ / ٣٩١، والإصابة ٥ / ٤٦) .
(٤) اختلف في اسمه وأسم أبيه، فقيل: هو جندب بن جنادة، وقال ابن حجر: هو المشهور، وصححه ابن الأثير، وهو من بني غفار، وكان من كبار الصحابة وفضلائهم، أسلم قديما ثم انصرف إلى قومه فأقام عندهم حتى قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فصحبه، وتوفي سنة ٣١ هـ، وقيل غير ذلك.
(ينظر: أسد الغابة ٥ / ١٨٦، والإصابة ٧ / ٦٠) .

<<  <   >  >>