فهذه الآية جمعت بين نوعي العلوم، فإن العلوم وسائل ومقاصد، وهو الحق الذي يقول الله في كتابه، وعلى لسان رسوله، ونوع وسائل، وهو الهداية إلى السبيل إلى كل علم وعمل، كما أن قوله تعالى:
جمعت الكمال في ألفاظه ومعانيه؛ فألفاظه أوضح الألفاظ وأبلغها وأحسنها تفسيرا لكل ما تفسره من الحقائق، بوضوحها وأحكامها وقوامها، ومعانيه كلها حق، وذلك أنه تمت كلمة ربك صدقا وعدلا، صدقا في أخبارها، وعدلا في أحكامها: أوامرها ونواهيها:
فإن البر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والأخلاق والأعمال، والتقوى اسم جامع لما يجب اتقاؤه من جميع المآثم والمضار، ولهذا قال: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢]
فالإثم المعاصي المتعلقة بحقوق الله، والعدوان البغي على الخلق في