وإنما تقع أبداً مضافة الى الظاهر، ألا ترى أنك لا تقول: الذو ولا الذوان ولا الذوونَ، ولا الذات ولا الذوات، ولا ذوك ولا ذوه، ولا ذوهما ولا ذوهن ولا ذواتها، ولا تقول مررت بذيه ولا بذيك.
وقد غلط في ذلك أهل الكلام وأكثر المُحدَثين من الشعراء والكتاب والفقهاء، وكذلك زعم أبو جعفر بن النحاس عن أصحابه. فأما قولهم في ذي رُعَين وذي أصبح وذي كَلاع: الأذواء وقول الكميت:
فلا أعني بذلك أسْفَلَيْهِم ... ولكنّي أريدُ به الذوينا
فليس من كلامهم المعروف، ألا ترى أنك لا تقول: هؤلاء أذواء الدار ولا مررت بأذواء المال، وإنما أحدث ذلك بعض أهل النظر كأنه ذهب الى جمعه على الأصل، لأن أصل ذو ذوا فجمعه على أذواء، مثل قفا وأقفاء. وكذلك الذوون، كأن الكميت جمعه مفرداً وأخرجه مخرج الأذواء في الانفراد، وذلك غير مقول، لأن ذو لا تكون إلا مضافة.
قلت: قد تقدم الكلام على ذات في صدر هذا الحرف ما فيه مقنع.