للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حرف الكاف]

(وح) ونظيرُ هذا الوهم قولُهم: حضرتِ الكافّةُ، فيوهمون فيه أيضاً، على ما حكاه ثعلب فيما فسره من معاني القرآن، كما وهِمَ القاضي أبو بكر بن قُرَيْعَة حين استُثبِتَ عن شيء حكاه فقال: هذا ترويه الكافّةُ عن الكافّة، والحافّةُ عن الحافّةِ والصافّةُ عن الصافّة. والصواب فيه أن يقال: حضرَ الناسُ كافّةً، كما قال تعالى: (ادْخُلوا في السِّلْمِ كافّةً) ، لأن العرب لم تُلحق لامَ التعريف بكافّة كما لم تُلحقها بلفظة مَعاً ولا بلفظة طُرّاً.

ومن حكم لفظة كافّة أن تأتي متعقِّبة، وأما تصديرها في قوله تعالى: (وما أرسلناكَ إلا كافّةً للنّاس) ، فقيل إنه مما قُدِّم لفظُه وأُخِّر معناه، وتقديره: وما أرسلناك إلا جامعاً بالإنذار والبشارة للناس كافّةً، كما حُمِلَ قولُه تعالى: (وغَرابيبُ سودٌ) على التقديم والتأخير، وقيل إن كافّة في الآية بمعنى كافّ، وإلحاق الهاء للمبالغة، كالهاء في علاّمة ونسّابة.

(ص ز) ويقولون: كاغَظ، بالظاء المعجمة. والصواب كاغَد، بالدال غير المعجمة، أخبرنا به أبو عليّ، ولا أدري ذلك عن غيره.

(ز) ويقولون للجارية التي استكملت النّهود: كاعِبٌ، والكاعب التي كعَبَ ثديُها، وذلك قبل النهود، يقال: كعَبَ ثديُها وتكعّبَ، إذا تدوّر، وجارية كاعِب وكَعاب.

(ص) ويقولون: أقرتْ فلانة، امرأةُ - كانَ - فلان، المتوفَّى عنها، فيجمعون بين العِيّ واللحن، لأن بقولهم: المتوفّى عنها يُعلَم أنّ الزوجية قد انقطعتْ بينهما بالوفاةِ، وأنها الآن ليست في عصمته، وإنما كانت زوجةً في حياته، فلا معنى لزيادة كان إلا العِيّ.

وأما اللحن فلأنهم حالوا بكان بين المضافِ والمضافِ إليه

<<  <   >  >>