(ح) ويقولون في رَفْهَة، والمسموع عن العرب: هو في رَفاهَة ورَفاهيَة، كما قالوا طَماعَة وطَماعية وكَراهة وكَراهية، وقد
قيدٌ لا يضِلُّ سالكُه، ومِهادٌ لا يُزَحْزَح مالِكُه، وزَنْدٌ لا يُصلِدُ قادِحُه، وإمدادٌ لا يُنزَفُ ماتِحُه. فمن ذلك قولُه (ص) : ( ... منَ الشعرِ لَحِكمة) ، وفي موضع آخر (إنّ من الشعرِ لحِكما) . هذا قولُه، وهو (ص) لا ينطبقُ عن الهَوى بعدَ أن قال الله تعالى في شأن داودَ عليه السلام: (وآتَيْناهُ الحِكمةَ وفصْلَ الخِطابِ) . وقال تعالى:(ولوطاً آتَيناهُ حُكْماً وعِلْماً) ، فجعل (ص) بعضَ الشِّعر جُزْءاً من الحكمةِ التي خصّ اللهُ تعالى بها أنبياءَه ووصفَ بها أصفياءَه، وامتنّ عليهم بذلك إذ جعلَهم مخصوصينَ بها من قِبَلِا