تفرَّقَتْ غَنَمي يوماً فقُلتُ لها ... يا رَبِّ سَلِّطْ عليها الذئبَ والضَّبُعا
قلت: ولأربابِ المعاني في هذا البيت كلام، وهل هو دعاء لها أو عليها، وقد ذكرتُ ذلك في كتابي حَلْي النّواهِد على ما في الصحاح من الشّواهِد. انتهى.
وقال الحريري رحمه الله تعالى: وفي مسائل الضبُع مسألة لطيفة قَلّ مَن اطّلع على خَبْئِها، وهي أن من أصول العربية التي يطرد حكمها أنه متى اجتمع المذكر والمؤنث غلب حكم المذكر على المؤنث لأنه هو الأصل إلا في موضعين: أحدهما: أنك إذا أردت تثنية الذكر والأنثى من الضباع قلت: ضَبُعان فأجريت التثنية على لفظ المؤنث الذي هو ضَبُع، لا على لفظ المذكر الذي هو ضِبْعان، وفُعِلَ ذلك فِراراً مما يجتمع من الزوائد لو ثُنّي على لفظ المذكر.
الثاني: أنهم في باب التاريخ أرخوا بالليالي دون الأيام مراعاة للأسبق من الشهر.
(ق) ولا تقل: الضَّبَغْطَغ. وإنما هو الضَّبَغْطَى: شيء يُفَزَّعُ به الصبيان، قال الراجز: