للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما كثر التحريف فيه بين المحدِّثين وهو ثلاثة أحرف: جبل حراء، حرّف المحدّثون في حِرَا الحاء والراء والألف فيفتحون الحاء وهي مكسورة ويكسرون الراء وهي مفتوحة، فيقولون فيه: حَري على وزن دَنِي، وألفه ممدودة فبعضهم يقول فيه: جبل حَرَا، مقصور الألف.

وما أحسن ما أنشدنيه من لفظه لنفسه الشيخ الإمام المحدِّث الأديب جمال الدين أبو المظفر يوسف بن محمد السُرَّمَريّ الحنبلي:

سألتَ عن اسم من ثلاثة أحرفٍ ... وقد غلطوا فيه بأحرفه طُرّا

فذاك حراء فاكسر الحاء وافتحن ... راءه ومد الهمز واجتنب القَصْرا

فهم فتحوا المكسورَ والعكس ثمّ أنّ ... هُم قصَروا الممدودَ واستوجبوا الهجرا

ولو لم يكن ذا القولُ ف جبَلٍ لما ... تصبّرَ هذا الصّبْرَ واحتمل الضُرّا

ومما حُرِّف فانفسد به المعنى قول أبي الطيب:

قُلْ للدمستق إن المسلمين لكم ... خانوا الأمير فجازاهم بما صنعوا

أكثر الناس يقولون: المُسلِمين بكسر اللام، يريدون جمع مسلِم، وليس كذلك. وإنما هو بفتح اللام، يريد بذلك الذين أُسلِموا لهم، وإلا فما فائدة قوله: لكم.

ومما كثر فيه التحريف والتصحيف قول جرير، وهو:

يمشون قد نفخ الخزيرُ بطونَهم ... وغَدَوا وضيف بني عقال يُخْفَعُ

<<  <   >  >>