للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنا صاحبٌ مولَعٌ بالخلافِ ... كثير الخطاءِ قليل الصوابِ

ألَجُّ لجاجاً من الخنفساءِ ... وأزهى إذا ما مشى مِنْ غُرابِ

وليس من العلم في كفّهِ ... إذا ذُكِرَ العِلْمُ غير الترابِ

أحاديثُ ألّفَها شَوْكَرٌ ... وأخرى مؤلّفة لابنِ دابِ

فلو كان ما قد روى عنهما ... سماعاً، ولكنه من كتابِ

رأى أحرفاً شُبِّهَتْ في الكتابِ ... سواء إذا عدّها في الحسابِ

فقال: أبي الضيم يُكنى بِها ... وليست أبي إنما هي آبي

وفي يوم صِفّين تصحيفةٌ ... وأخرى له في حديث الكُلابِ

قال أبو أحمد العسكري، رحمه الله تعالى: آبِي الضّيْم ليست كنيته، وإنما هو فاعل من الإباء، ومثله آبي اللحم ليست كنية، وإنما كان يأبى أن يأكل اللحم الذي ذبح لغير الله تعالى، وكان حيان بن بشر قد ولي قضاء بغداد وقضاء أصبهان أيضاً، وكان من جلة أصحاب الحديث، فروى يوماً أن عرفجة قُطِعَ أنفُه يوم الكِلاب، وكان يستمليه رجل يقال له كِجّة، فقال: إنما هو بالكُلاب. فأمر بحبسه، فدخل الناس إليه وقالوا: ما دهاك؟ فقال: قُطِعَ أنفُ عرفجة يوم الكُلاب في الجاهلية وامتحنت به أنا في الإسلام.

<<  <   >  >>