(وح) ويقولون: هُو ذا يفعل، وهو ذا يصنع. وهو غلط فاحش، والصواب أن يقال: ها هو ذا يفعل، وكان أصل القول هو هذا يفعل، فنُزِع حرفُ التنبيه الذي هو ها من اسم الإشارة الذي هو ذا وصُدِّر في الكلام وأُقحِم بينهما الضمير، ويسمّى هذا: التقريب، إلا أنه إذا قيل: ها هو ذا كُتِبَ حرفُ التنبيه بإثبات الألف لئلا يبقى على حرف واحد، والعرب تكثر الإشارة والتنبيه فيما تقصد به التفخيم.
(وح) ومن توهمهم: أن هَوى لا يُستعمل إلا في الهبوط. وليس كذلك، بل معناه الإسراع الذي قد يكون في الصعود والهبوط، وفي حديث البُراق: فانطلق يهْوي به، أي يسرع، وذكر أهل اللغة أن مصدر الصعود الهُوِيّ، بضم الهاء، ومصدر الهبوط: الهَويّ، بفتحها.