فَباتُوا بالصّعيدِ لهُم أُحاحٌ ... ولو خفتْ لنا الظَّلْما سَرَيْنا
وحكي أن الحجاج لما نازله شبيبٌ الخارجيّ أبرزَ إليه غُلاماً وألبسه سلاحَه المعروفَ به وأركبه فرسه الذي لم يقاتل إلا عليه، فلما رآه شبيبٌ غمس نفسه في الحرب الى أن خلَصَ إليه، فلما قاربه ضربه بعمود كان في يده وهو يظن أنه الحجاج فلما أحسّ الغلامُ حرارةَ الضربة قال: أخّ، بالخاء المعجمة، فعلم شبيب بهذه اللفظة أنه عبْد، فانثنى عنه وقال: قبحك الله يا بن أمِّ الحجاج، أتتقي الموت بالعبيد؟! (ص ح) ويقولون: كلّمتُ فلاناً فاخْتلَطَ، أي اختلّ رأيُه وثار غضبه، فيحرفون فيه، لأن وجه الكلام فاحتلَطَ، بالحاء المغفلة لاشتقاقه من الاحتلاط وهو الغضب، ومنه المثل: أوّلُ العِيّ الاحتلاط، وأسوأ القول الإفراط.
(ص) ويقولون: فلان اختفى، بمعنى استتر، وليس كذلك، إنما اختفى بمعنى ظهَرَ، فأما المُسْتَتِر فهو المُسْتَخْفِي، يقال: استخفى إذا استتر، واختفى إذا ظهر، ومنه قيل للنّبّاش مُخْتَفٍ.