للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"بَصيرٍ" بمعنى "مُبْصِرٍ"، و "بَدِيعِ الخلْقِ" بمعنى "مُبْدِع الخلق". كما قالوا: "سميعٌ"؛ بمعنى مُسْمِعٍ. قال عَمْرُو بن مَعْدِيكَرِب:

أَمِنْ رَيْحَانَةَ الداعِي السَّمِيعُ (١)

و"عذابٌ أليمٌ" أي: مؤْلمٌ، و"ضرْبٌ وَجِيعٌ" أي: مُوجِعٌ.

[ومنه] : {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} (٢) ؛ أي: كافيًا. من قولك: "أَحْسَبَني هذا الشيءُ"، أي: كفاني (٣) . و"اللهُ حَسِيبي وحسيبُك" أي: كافينا؛ أي: يكون حَكَما بيننا كافيًا. قال الشاعر:

وَنُقْفِي وَلِيدَ الْحَيِّ: إنْ كَانَ جَائِعًا ... وَنُحْسِبُهُ: إنْ كَانَ لَيْسَ بِجَائِعِ (٤)

أي: نُعطيه ما يَكفيه، حتى يقولَ: حَسْبِي.

وقال بعض المفسرين -في قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} -: أي مُحاسبًا. وهو -على هذا التأويل- في مذهب "جَليس" و "أَكِيل" و "شرِيب" و "نَديمٍ" و "قَعيدٍ".

* * *

١٥- ومن صفاته ما جاء على "فَعِيلٍ": لا يكونُ منها غيرُ لفْظِها؛ نحو:


(١) صدره:
"أمن ريحانة الداعي السميع"
وريحانة هي أخت عمرو كما قال ابن قتيبة في الشعر والشعراء ١/ ٣٣٢، والبيت في الخزانة ٣/ ٤٦٠، والأغاني ١٤/ ٢٥، ٣٣، واللسان ١٠/ ٢٨، والأصمعيات ١٩٨، والصحاح ٣/ ١٢٣٣، وتأويل مشكل القرآن ٢٢٩.
(٢) سورة النساء ٨٦.
(٣) عن مجاز القرآن ١/ ١٣٥.
(٤) البيت غير منسوب في الصحاح ١/ ١١٠، واللسان ٢٠/ ٥٩، وفيه ١/ ٣٠٢ لامرأة من بني قشير "وقوله: نقفيه، أي نؤثره بالقفية، ويقال لها: القفاوة أيضا، وهي ما يؤثر به الضيف والصبي".

<<  <   >  >>