للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سقط جِدارُه. وأعْوَرَ الفارسُ: إذا بدا فيه موضعُ خللٍ للضرب بالسيف أو الطعن.

يقول الله: {وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ} ؛ لأن الله يحفظها. ولكن يريدون الفِرارَ.

١٤- {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا} أي من جوانبها.

{ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ} أي الكفرَ-: {لآتَوْهَا} أي أعطَوْا ذلك مَن أراده.

{وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا} أي بالمدينة.

ومن قرأ: (لأتوها) بقصر الألف (١) أراد: لصاروا إليها.

١٩- {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} يقول: آذَوْكم بالكلام [الشديد] (٢) .

يقال: خطيبٌ مِسْلَقٌ ومِسْلاقٌ. وفيه لغة أخرى: "صَلَقُوكُمْ"؛ ولا يُقْرأُ بها.

وأصل "الصَّلْق": الضربُ. قال ابن أحمرَ -يصف سوطا ضرب به ناقته-:

كأنَّ وَقْعتَه -لَوْذَانَ مِرْفَقِها- ... صَلْقُ الصَّفَا بأدِيمٍ وقْعُه تِيَرُ (٣)

٢٣- {مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} أي قُتل. وأصل "النحب": النذرُ. وكان قوم نَذَروا -إن لقوا العدوَّ-: أن يُقاتلوا حتى يُقتَلوا أو يَفتحَ اللهُ؛ فقُتِلوا. فقيل: فلانٌ قَضى نحْبَه؛ إذا قُتل (٤) .

٢٦- {مِنْ صَيَاصِيهِمْ} أي من حُصونهم. وأصل "الصَّياصي": قرونُ البقر؛ لأنها تمتنعُ بها وتدفعُ عن أنفسها. فقيل للحصون صياصي: لأنها تَمنع.


(١) كابن كثير ونافع. والأولى قراءة الباقين. انظر: تفسير القرطبي ١٤/١٤٩، والبحر ٧/٢١٨، والطبري ٢١/٨٧.
(٢) كما نقله القرطبي ١٤/١٥٤ عن ابن قتيبة. وانظر: الطبري ٢١/٩٠.
(٣) أي تارات. والبيت له: في المعاني الكبير ٢/٩٣٣
"وقعته في لوح مرفقها"
، واللسان ٥/٤٤، ولوذان مرفقها: أي قريب مرفقها. والصلق: الصوت.
(٤) كما في تأويل المشكل ١٤٠. وانظر: تفسير القرطبي ١٤/١٥٨-١٦٠.

<<  <   >  >>