للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذَا دَبَبْتَ على المِنْسَاةِ من كِبَرٍ ... فَقَدْ تَبَاعَدَ عنكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ (١)

وقال الآخر:

وعَنْسٍ كألواحِ الإرَانِ نَسَأْتُها ... إذا قِيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ: هُمَاهُمَا (٢)

{فَلَمَّا خَرَّ} سقطَ {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ} كان الناس يَرون الشياطينَ تعلم كثيرا من الغيب والسر؛ فلمَّا خرَّ سليمانُ تبينتِ الجنُّ أي ظهر أمرها، ثم قال: {أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}

وقد يجوز أن يكون {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ} أي علمتْ وظهر لها العجزُ. وكانت تسترقُ السمعَ وتُلَبِّسُ بذلك على الناس أنها تعلم الغيبَ؛ فلما خرَّ سليمانُ زال الشكُّ في أمرها كأنها أقرتْ بالعجز (٣) .

وفي مصحف عبد الله (٤) "تبيَّنتِ الإنْسُ أنَّ الجنَّ لو كانوا يَعلمون الغيبَ".

١٦- (الْعَرِمُ) المُسَنَّاةُ (٥) . واحدها: عَرِمَة قال الشاعر:

مِنْ سَبَأَ الحَاضِرينَ مَأْرِبَ إِذ ... يَبْنُونَ من دونِ سَيْلِه العَرِمَا (٦)


(١) ورد البيت غير منسوب في اللسان ١/١٦٤، وتفسير الطبري ٢٢/٥١، والقرطبي ١٤/٢٧٩، والبحر ٧/٢٥٥. و "المنسأة" تهمز وتسهل. وقرأ أبو عمرو بالتسهيل، وقال: إنه لا يعرف لها اشتقاقا، كما في البحر ٧/٢٦٧.
(٢) ورد البيت غير منسوب في اللسان ١/١٦٤. وانظر القرطبي ١٤/٢٨٠.
(٣) راجع تقرير أبي حيان في البحر، لهذا الرأي.
(٤) يعني ابن مسعود. انظر تفسير القرطبي ١٤/٢٨١.
(٥) هي: الجسر، أو ضفيرة تبنى للسيل لترد الماء. انظر تفسير القرطبي ١٤/٢٨٦، والطبري ٢٢/٥٤، والبحر ٧/٢٧٠، واللسان ١٩/١٣١.
(٦) ورد البيت غير منسوب: في القرطبي ١٤/٢٨٣، واللسان ١/٨٧، وفي البحر ٧/٢٧٠ باختلاف وتصحيف. كما ورد في اللسان ١٥/٢٩٠ منسوبا للجعدي، بلفظ: "شرد من دون".

<<  <   >  >>