للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدين، وأهله قد قلّوا في هذا الزمان ١.

قال: (وقد إختار الخليفة- نصره الله- ما قاله شيخنا الإمام، وكان فيه شجاعة وإقدام، فقاتلهم وحده بجيشه- بارك الله فيه- حتى غلبهم وسباهم، وترك جلهم (عرايا) ٢ اهـ ٣.

فانظروا إلى قوله: (على عادتهم) وإلى قوله: (وأهله قد قلّوا).

وكذا أفتى كثير من الفقهاء المعتبرين بقتال هؤلاء القبائل المجاورين "لفاس" ونحوها، لما هم عليه من الأوصاف المتقدّمة، ووافق على ذلك الشيخ "ميّارة" ٤، والإمام "الأبّار" ٥، والشيخ "عبد القادر الفاسي" ٦، وغيرهم.

وإذا كان يقاتل من أراد إفساد الكروم، وغابة الزيتون كما مرّ، فكيف لا بمن


١ - أنظر فتاوى البرزلي: ٤/ ٢٤٠ - ب: "في مسائل الحرابة".
٢ - في "الأصل": (عرياناً)، وما أثبتناه مناسب للسياق.
٣ - أنظر فتاوى البرزلي: ٤/ ٢٤٠ - ب: "في مسائل الحرابة".
٤ - أبو عبد الله: محمد بن أحمد، ميارة: فقيه مالكي، من أهل فاس. من كتبه: "الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكّام- ط"، و"الدر الثمين في شرح منظومة المرشد المعين- ط" ويعرف بميارة الكبير، تمييزاً عن مختصر له، يسمّى "ميارة الصغير"، وله أيضاً "تنبيه المغتربين على حرمة التفرقة بين المسلمين". مات (سنة ١٠٧٢هـ). (الكتاني- سلوة الأنفاس: ١/ ١٦٥ - ١٦٧، الزركلي- الأعلام: ٦/ ١١ - ١٢، كنون- النبوغ المغربي: ٢٥٩).
٥ - هو أحمد بن محمد بن موسى حمدون خطب فاس، من كتبه: "كشف الرواق عن صرف الجامعة" و"التقاط الدر الجليل في شرح مختصر خليل". مات (سنة ١٠٧١هـ).
أنظر: القادرى- نشر المثاني: ٢/ ١٠٩ - ١١١، الكتاني- سلوة الأنفاس: ٣/ ٢٣٠، بن عبد الله- الموسوعة المغربية: ١/ ٧.
٦ - أبو محمد، عبد القادر بن علي بن يوسف بن محمد، المغربي، الفاسي، المالكي، من كبار الشيوخ في عصره، ولد ونشأ في "القصر" وانتقل إلى فاس (سنة ١٠٢٥هـ)، لم يشتغل بالتأليف، وإنما كانت تصدر عنه أجوبة على أمور يسأل عنها، فجمعها بعض أصحابه، وفيها: "الأجوبة الكبرى- ط" و"الأجوبة الصغرى- ط"، مات (سنة ١٠٩هـ). (المحبّي- خلاصة الأثر: ٢/ ٤٤٤، الزركلي- الأعلام: ٤/ ٤١).

<<  <   >  >>