للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال "الحسن" ١: (من حمل الطعام إليهم فهو فاسق، ومن باع [١٢/أ] السلاح منهم ٢ فليس بمؤمن) ٣ اهـ.

وقد تقدّم- في الفصل الأول- أن الشيخ "ميّارة"، ومن معه أفتوا: (يقتل من باع وصيفاً مسلماً لهم، حيث كان لا ينفك عن إدخال الضرر على المسلمين إلا به).

وكذا أفتى الإمام سيدي "يحى السراج" ٤: (بقتل من يبيع المسلمين الأحرار وأودلاهم للعدوّ) اهـ.

ووجهه ظاهر لأنّه أعظم مفسدة من الجاسوس، لأنّ الجاسوس ينقل ٥ الأخبار للعدوّ، وهذا ملّكه رقاب المسلمين.

ثم ما تقدّم من منع بيع البقر والجلود والحديد، أنّه ٦ إذا لم يعرض للمسلمين


١ - أبو سعيد: الحسن بن يسار البصري، تابعي، إمام، عالم، فقيه، فصيح، شجاع، شبّ في كنف علي بن أبي طالب، وكان يدخل على الولاّة فيأمرهم وينهاهم، قال الغزالي (كان الحسن البصري أشبه الناس كلاماً بكلام الأنبياء، وأقربهم هديأمن الصحابة، وكان غاية في الفصاحة) له كلمات سائرة، وكتاب في "فضائل مكة"، مات (سنة ١١٠هـ)، (الذهبي- ميزان الاعتدال:١/ ٢٥٤، الزركلي- الأعلام: ٢/ ٢٢٦).
٢ - في "ب" و"ج" و"د": (منهم السلاح).
٣ - أورده المازري- شرح التلقين: (١٦٨ - أ) وقال عقبه: (وهذا تغليظ في بيع السلاح لأننا لا نكفر بذلك، إلاّ لمن تعمد واعتقد استحلال دماء المسلمين)، وابن فرحون في "التبصرة": ٢/ ١٤٨، بلفظ "من حمل إليهم طعاماً فهو فاسق ومن حمل إليهم سلاحاً فليس بمؤمن أي ليس بكامل الإيمان).
٤ - أبو زكرياء، يحيى بن محمد السراج النفزي الحميري الأندلسي، مفتي فاس وخطيب مسجديها الأعظمين، "الأندلس" و"القرويين". مات في الثامن من عشر جمادى الأولى سنة ١٠٠٧م، ودفن قرب قبر أبي زيد الهزميري.
أنظر: ابن القاضي- لقط الفرائد في كتاب "ألف سنة من الوفيات": ٢٨٥، القادري- التقاط الدرر: ٣١، ٣٢.
٥ - في "ب": (من ينقل).
٦ - في "ب" و"ج": (إنما هو).

<<  <   >  >>