للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجل واحد، فقتل الله لذريق [٣٣/أ]- وحمى الله المسلمين- وانهزمت الروم) ١.

وبهذه الحيلة: هزم البارسلان- ملك الترك- ملك الروم، بعد: (أن جمع الرومي جيوشاً يبلغ عددهم ستمائة ألف مقاتل، وقد استعدّ من الخيل والسلاح والمجانيق ٢، والآلات المعدّة لفتح الحصون والحروب ما يعجز الوصف عن إحصائها، فلقيه البارسلان بنحو اثنى عشر ألفاً،- فحرّض ٣ قومه كتحريض "طارق" المتقدّم- وحملوا على ملك الروم، حتى خلصوا إليه بقتل من دونه، فقتلوه وبدّدوا شمله) ٤.

وبها- أيضاً-: (قهر "ابن تاشفين" ٥، "الأذفونش" ٦ ملك الروم، لأن ابن


١ - نقل هذه الواقعة: ابن خلكان في "وفيات الأعيان": ٥/ ٣٢٠ - ٣٢٨، والطرطوشي في "سراج الملوك": ١٧٨، وابن الأزرق في "بدائع السلك في طبائع الملك": ١/ ١٦٥، "فيما يخدع به العدوّ عند القتال". وابن العنابي في "السعي المحمود في نظام الجنود": ١٧٨، عن الإمام الطرطوشي في "سراجه".
٢ - هي آلة حربية لرمي العدوّ بحجارة كبيرة، ولها عدة أنواع. (أنظر هامش: أبو بكر الهروي "التذكرة الهروية في الحيل الحربية": ٨١).
٣ - قال "البارسلان " لتحريض قومه: (يا معشر أهل الإسلام امهلوا فان هذا يوم الجمعة والمسلمون يخطبون على المنابر ويدعون لنا في شرق البلاد وغربها) فصبروا إلى أن زالت الشمس ثم صلّوا ودعوا الله تعالى أن ينصر دينه وأن يربط على قلوبهم الصبر- وكان "البارسلان" قد استوثق من خيمة ملك الروم وعلامته وفرسه، ثم قال لرجاله: (لا يتخلف أحدكم أن يفعل كفعلي ويضرب بسيفه ويرمي بسهمه حيث أضرب بسيفى وأرمي بسهمي). (الطرطوشي- سراج الملوك: ١٧٧ - ١٧٨).
٤ - نقلها الطرطوشي في "سراج الملوك ": ١٧٧ - ١٧٨"باب: "في ذكر الحروب ومكائدها وحيلها وأحكامها". وابن العنابي في "السعى المحمود في نظام الجنود": ١٧٩ - ١٨٠.
٥ - أبو يعقوب، يوسف بن تاشفين بن ابراهيم، الصنهاجي، اللمتوني، الحميري، أمير المسلمين، وملك الملثمين، سلطان المغرب الأقصى، حازماً ضابطاً لمصالح مملكته، كتب إليه المعتمد ابن عباد (سنة ٤٧٥هـ) من "اشبيلية" يستنجده على قتال الافرنج، فزحف بمجموعة، فكانت واقعة "الزلاقة" التي انكسر فيها جيش الفرنج. مات (سنة ٥٠٠هـ).
(ابن الأثير- الكامل: ٩/ ٢١٦، ١٠/ ١٤٣، الزركلي- الأعلام: ٨/ ٢٢٢).
٦ - في جميع النسخ (الأدفنش) وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه كما هو ثابت في كتب التراجم.
وهو: الأذفونش فرذلند ملك الأفرنج بالأندلس، صاحب "طليطلة" قوى أمره في ذلك =

<<  <   >  >>