للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجميع- يعنى: في الجهاد- أو في فداء الأسارى -؟ قيل: يعمد إلى أسير واحد فيفديه،- فإنه إذا فدى الواحد (فقد أدّى في الواحد أكثر ممّا كان يلزمه في الجماعة - فإن الأغنياء لو اقتسموا فداء الأسارى ما أدّى كل واحد منهم إلاّ أقلّ من / (درهم- ويغزو بنفسه إن قدر، وإلاّ جهّز غازياً، لقوله- عليه الصلاة والسلام-): "من جهّز غازياً، فكأنما غزا" ١ اهـ.

ثم لا يخفى: أن ما وقع لتلك الأقطار، حتى صار لهم العدوّ يقطع لهم البحار، ويتّبعهم في الفيافي ٣ والقفار ٤، والمسلمون أمامه "كأولاد الجراد"، هذا يتقدّم أمام الآخر سالكين نهج الفرار، إلاّ من طول المهادنة في تلك الأوطان، وعدم ممارسة القتال وشدّة الامتحان، فسكنوا إلى الراحة، واشتغلوا بالتكسّب


١ - أخرجه البخاري في "صحيحه" "أنظر: فتح الباري في شرح صحيح البخاري: ٦/ ٤٩. "كتاب الجهاد" "باب: فضل من جهّز غازياً أو خلفه بخير"، عن زيد بن خالد، وزاد عليه: "ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا".
ومسلم في "صحيحه": ٣/ ١٥٠٧، "كتاب: الامارة" "باب: فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره.
والترمذي في "صحيحه": ٤ م ١٦٨، "كتاب فضائل الجهاد" باب: ما جاء في فضل من جهّز غازياً، وقال: (قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير هذا الوجه).
والنسائي في "سننه": ٦/ ٤٦، "كتاب الجهاد" "باب: فضل من جهّز غازياً".
وأبو داود في "سننه": ٣/ ١٢، "كتاب: الجهاد"، "باب: ما يجزىء في الغزو".
وأحمد في "مسنده": ٤/ ١١٥.
وأورده المتقي الهندي في "منتخب كنز العمّال": ٢/ ٢٦٤.
٢ - القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن": ٨/ ١٥٢، وزاد في الحديث: "ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا".
٣ - جمع "فيفاء" وهي الصحراء الملساء، وقد أضيفت إلى عدة مواضع منها: فيفاء "الخبار" و"رشاد"، وفيفاء "غزال" بمكة وغير ذلك.
(ياقوت الحموي- معجم البلدان: ٤/ ٢٨٥).
٤ - جمع "قفر"، وهو: الخلاء من الأرض لا ماء فيه ولا ناس ولا كلأ، ودار قفر: خالية. (المعجم الوسيط: ٢/ ٧٥٦).

<<  <   >  >>